الخميس، سبتمبر 7

فكرة المتاجر الخيرية العالمية لمنظومة عيد 2.0 بشراكة مع محلات هارودز الشهيرة.. أحلام يقظة أم نواة فكرة وبذرة قابلة للنمو؟


سافرت أكثر من مرة في رحلات سياحية منظمة إلى مناطق نائية في بلدي المغرب حيث الطبيعة الجميلة والهدوء والسكينة لأستمتع بجمال الطبيعة واسمع واشعر بسمفونية الكون الجميل بعيدا عن ضوضاء مدينة الدار البيضاء (كازابلانكا) وأتخلص لبعض الوقت من وتيرة الحياة السريعة التي تميزها.. لكني كلما سافرت إلى تلك الأماكن رأيت أطفالا من اسر فقيرة يواجهون البرد والطبيعة القاسية بأرجل حافية وملابس لاتقي من البرد وقد اقترح بعض المشاركين في إحدى تلك الرحلات مساعدة تلك الاسر.. فقمنا بجمع ملابس لنتبرع بها لأولئك الاطفال وأهاليهم وبدوري قمت بجمع بعض الملابس التي لم أعد استعملها لإرسالها اليهم لكن لم يكن بينها مايصلح للإطفال فهي ملابس لشخص كبير، ففكرت في شراء بعض ملابس الاطفال وحددت مبلغا من المال للتبرع به، لم يكن مبلغا كبيرا وقد يكفي بالكاد لشراء قطعة ملابس او قطعتين من الملابس الجديدة العالية الجودة والغالية الثمن ففكرت مليئا ثم قررت أن اشتري ملابس مستعملة، قد أكون مخطئا في اجتهادي لكني أرى أن الأكثر نفعا للطفل المتلقي هو التوصل بعدة ملابس دافئة تكفيه وتقيه شدة البرد ولو كانت مستعملة بدلا من تلقي قطعة ملابس واحدة فقط جديدة وغالية الثمن لكن غير كافية.

أعتقد أن كثيرا من الناس يودون التصدق بملابس للاطفال المحرومين بشكل مباشر بدلا من إعطائهم نقودا ولكنهم ـ أي المتبرعون ـ  يجدون صعوبة في ذلك كما واجهت تلك المشكلة بدوري قبل الاهتداء إلى فكرة الملابس المستعملة، وقد فكرت في جعل منظومة عيد 2.0 مساعدا في حل هذا المشكل من خلال متاجر عيد والتي ستتيح للمتبرعين ـ إن شاء الله ـ شراء الملابس المستعملة من الموقع الإلكتروني منظومة عيد والتبرع بها دون عناء وبيسر وسهولة بالغة مع ضمان فعالية عالية لكل درهم ينفقه المتبرع. فهناك من الناس من يحدد مبلغا معينا من المال للتبرع به لكنه لايجيد استعماله فتراه اشترى بصدقته تلك قطعة ملابس واحدة فقط جديدة وذات جودة عالية وغالية الثمن للتبرع بها لطفل يتيم من اسرة فقيرة يحتاج في واقع الحال إلى ملابس كافية وليس عنده منها شيء، بينما كان الاجدى والأفضل أن يشتري المتصدق عدة قطع من الملابس ولو كانت مستعملة بذلك المبلغ فيعطي الطفل مثلا معطفا وحذاء وسروالا مشتراة من سوق الملابس المستعملة  بدلا من إعطائه سروالا واحدا جديدا فقط، لأن الطفل الفقير يحتاج إلى مايقيه البرد أولا كي لا يمرض ويحتاج إلى ملابس كافية لتغييرها كلما اتسخت بغيرها في انتظار تصبين وجفاف المتسخ منها فالمهم ان تكون الملابس دافئة ومناسبة وغير ممزقة او بالية أو فيها مايشين، أما كون الملابس جديدة او فاشن او من آخر كوليكشن ووفق الموضة المطروحة في المتاجر فهذه امور لاتهم الاطفال المستهدفين.  ومن هنا جاءت فكرة متاجر عيد التي ستتزود بالملابس بالشراء من أسواق الملابس المستعملة ثم عرضها في موقع الكتروني بأثمنة زهيدة جدا ليتم البيع للزبناء (وهم المتبرعون الذين يدفعون ثمن الملابس) وتسليم البضاعة إلى المستفيدين (وهم الأطفال الفقراء) مع توفير محفزات تسويقية للفكرة وعلى رأسها الرفع من فعالية ومردودية كل درهم يتبرع به زبناء الموقع الالكتروني لمتاجر عيد الافتراضية، إضافة إلى توفير خيارات تتيح للمتبرع الاطلاع بشفافية كبيرة على مسارات استعمال تبرعاته والاطفال المستفيدين والذين يمكن له اختيارهم حسب التوزيع الجغرافي أو العمر أو نوعية الحاجة التي يعانون منها مثلا فقر الوالدين أو لانهم ضحايا حادث ما مثل فيضان ذهب بمتاعهم.. إلخ (التصور العام للفكرة في طور التشكل، وفي كل الاحوال فأنا كشخص واحد ووحيد لن أستطيع بلوغ الكمال بالفكرة ولابد من التعاون مع الغير وتنظيم لقاءات للعصف الذهني لصياغة الشكل الأمثل لفكرة متاجر عيد)

إن ما شجعني على كتابة هذه الفكرة هو اني اشتريت ملابس كثيرة بمبلغ زهيد من سوق الملابس المستعملة، وملأت ثلاثة أكياس بلاستيكية كبيرة بالملابس المستعملة (ظاهرة على الصورة) وارسلتها لتوزع على أولئك الاطفال الذين رأيتهم هناك، صورت بعض تلك الملابس وهي ظاهرة في الصورة الثانية بهذا المقال (لقد أضفت اليها إطارت بالالوان لأبين كيف أن الملابس المستعملة يمكن تسويقها أيضا لأنها لاتقل جمالية عن الجديدة عند عرضها بشكل مناسب) أقول أن ما شجعني وحفزني للفكرة هو ثمنها فقد اشتريت من سوق للملابس المستعملة بمنطقة الحي الحسني بالدار البيضاء معاطف الاطفال المستعملة  بـ 15 درهم مغربي (أقل من دولارين للقطعة الواحدة) و 2 دراهم لصدرية صوفية مستعملة (أقل من نصف دولار للصدرية)..

للموضوع بقية إن شاء الله فالفكرة تختمر… فيمكن بناء شراكات مع شركات الملابس لتزويد المتاجر الخيرية منظومة عيد بما فضل عنها من ملابس ويمكن كذلك عقد شراكات مع متاجر عالمية مثل متاجر هارودز العالمية بحيث تتبرع تلك المتاجر بمبلغ صغير جدا من كل مبيعة تحققها وفي المقابل يحق لها إطلاق حملاتها الاعلانية حول دعمها للأطفال الفقراء عبر العالم بصيغة يربح منها الجميع سواء الاطفال أبناء الأسر الفقيرة وكذلك متاجر هارودز .. قد لا يكون ذلك ممكنا في بداية الفكرة ولكن إذا تطورت الفكرة وظهر الاثر الطيب لمتاجر منظومة عيد 2.0 الخيرية في مختلف أرجاء المعمور ودور ايجابي في مواجهة الكوارث من خلال كسوة الاطفال ضحايا تلك الكوارث سواء الطبيعية أو التي يسببها البشر بشرورهم كما هو حال الروهينغا حاليا فإن الماركات العالمية ستقبل بلا شك أن يقترن إسمها بإسم مشروع رائد في العمل الخيري الإنساني. والله أعلم.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صور من الألبوم

alfkhir أنسطغرام